متلازمة توريت: الأسباب والأعراض وطرق العلاج

تعد متلازمة توريت أحد الحالات الصحية التي تؤثر على جهاز العصبي، وتتميز بظهور حركات وأصوات غير طبيعية في الجسم، وغالبًا ما يظهر هذا المرض في مرحلة الطفولة أو المراهقة. وعلى الرغم من أن هذه المتلازمة لا تؤثر على صحة الشخص بشكل كبير، إلا أنها قد تسبب اضطرابًا نفسيًا واجتماعيًا كبيرًا للأشخاص المصابين بهذه الحالة. في هذا المقال، سنتحدث عن متلازمة توريت بشكل مفصل، وعن أسباب حدوثها، وطرق علاجها، وكذلك كيفية التعامل مع الأطفال المصابين بهذه المتلازمة.

1. ما هي متلازمة توريت؟

متلازمة توريت هي اضطراب عصبي يتميز بتكرار حركات وأصوات لاإرادية، مثل حركة الرأس أو الكتفين أو العطس المفاجئ أو الإفراط في التنفس، والتي يصعب على المصابين بالمتلازمة السيطرة عليها. يبدأ ظهور أعراض المتلازمة عادة في سن مبكرة وتستمر طوال الحياة. وقد يؤثر الاضطراب على حياة المصابين بصورة كبيرة، ولذلك فإن العلاج والدعم اللازمين يمكن أن يساعدان في تحسين نوعية حياتهم.

2. العمر الذي يصيب به مرضى متلازمة توريت

تظهر متلازمة توريت عادة منذ الطفولة المبكرة وتكون الأعراض متغيرة وغير منتظمة. ويصيب هذا الاضطراب العصبي الخلقي الأشخاص في مجموعة عمرية واسعة، حيث يمكن أن يبدأ من سن العامين وحتى سن الـ21 عامًا. بيد أن المتلازمة توريت تشخص بشكل أكبر لدى الذكور ذوي البشرة البيضاء، حيث يصابون بهذا المرض بشكل أكبر بنسبة 4 إلى 5 أضعاف من الإناث. ويمكن للأعراض أن تتدهور أو تحسن بشكل متكرر، وتظهر في أحيان كثيرة في فترة الطفولة وتختفي عند بلوغ المراهقة. لكنه يمكن أن يستمر حتى الكبر وفي تلك الحالة يتطلب علاجًا خاصًا.

3. العرات الصوتية والجسدية التي يصاحبها متلازمة توريت

يتميز مرضى متلازمة توريت بالعرات اللاإرادية الصوتية والجسدية التي ترافق حياتهم اليومية. فالعرات الصوتية، التي تشمل أصوات الكحة والعطس والطرق بالأصابع، تمثل ما يعانيه المرضى من إفراط في تكوين واصطدام الأصوات في الحنجرة، بينما تتضمن العرات الجسدية تحركات نابضة بالحيوية في العضلات والأطراف، مثل خفقان العينين والهز الرأس ورفع الكتفين. ومن المهم بالنسبة لأصدقاء وعائلات المصابين بمتلازمة توريت تفهم هذه العرات اللاإرادية وتقديم الدعم والحب والتعاطف معهم لتحسين جودة حياتهم اليومية.

4. العوامل المسببة لمتلازمة توريت

تعتبر متلازمة توريت من الأمراض العصبية الجينية، حيث يتم تفسير حدوثها عن طريق وجود جين معين، أو تركيبة من الجينات التي تزيد من خطر الإصابة بها. ويتفاوت مدى الحركات والأصوات التي يعاني منها المرضى بمتلازمة توريت، حيث قد تتأثر بعوامل مثل الإجهاد النفسي والقلق، ولذلك لا يوجد اختبارات محددة لتشخيص المرض. وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة لمتلازمة توريت لم تعرف بعد، إلا أن الأبحاث الحالية تفيد بأن تغيرات في مناطق من الدماغ تؤثر على حدوثها. وللتخفيف من تأثير المتلازمة، يمكن العمل على التدرب على التحكم في عوامل المسببة للتشنجات اللاإرادية، بجانب العلاجات المتاحة والتي تشمل الأدوية وجلسات العلاج النفسي.

5. معايير تشخيص متلازمة توريت

لتشخيص متلازمة توريت، لا يلزم الفحوصات والتحاليل المخبرية، ولكن يستلزم الفحص السريري الذي يقوم به الطبيب بالاستدلال على الإصابة. تصدر عن المصاب بهذه المتلازمة عرّات صوتية وجسدية لاإرادية ولا سيطرة. وتتفاوت حدة الحركات والأصوات في كل مرة، وقد تؤثر عوامل مثل القلق والخوف والضغط العصبي والإرهاق على حدتها. ولتحديد تشخيص متلازمة توريت، يجب توافر بعض المعايير السريرية، مثل بدء العرّات في سن معينة ومستوى شدة العرّات وعددها ومتى تبدأ، ولكن لا يوجد اختبارات محددة لتشخيص المتلازمة. ينصح في حالة شك بالاستشارة الطبية.

6. العلاجات المتاحة لمتلازمة توريت

تتوفر العلاجات المتاحة لمتلازمة توريت، وعلى الرغم من عدم وجود علاج شافٍ لهذا الاضطراب العصبي، يهدف العلاج إلى التحكم في العرات اللزمات اللا إرادية التي تسبب اضطرابًا في الحياة اليومية وأداء الأعمال. تتضمن العلاجات المتاحة أدوية تستخدم عادة في حالات ارتفاع ضغط الدم والغرات وفي علاج اضطراب فرط الحركة والانتباه. كما يشتمل العلاج على تقنيات معينة مثل العلاج السلوكي المعرفي والحِركة العكسية (HRT)، والتي توفر علاجًا نوعيًا للأعراض اللا إرادية التي تصاحب متلازمة توريت. يجب على المصابين بمتلازمة توريت استشارة الطبيب الخبير في هذا المجال لتحديد العلاج الملائم لحالتهم.

7. تأثير متلازمة توريت على الحياة اليومية

تؤثر متلازمة توريت بشكل كبير على الحياة اليومية للمصابين بها، إذ يعانون من تشنجات لاإرادية تؤثر على قدرتهم على التواصل والأداء في حياتهم اليومية. قد تؤدي العرات الحادة إلى الشعور بالإحراج أو العزلة، خاصة عندما يكونوا في الأماكن العامة. ومع ذلك، فإن معظم المرضى يتمكنون من تحسين جودة حياتهم من خلال التدابير اللازمة. يمكن الوقاية من الإحراج عند القيام بالتشنجات اللاإرادية تجاه المحيطين، والتحسين من القدرة على التواصل والأداء من خلال العلاجات والجلسات العلاجية. ينبغي للأصدقاء والعائلة أن يقدموا الدعم المناسب والتفهم لمرضى متلازمة توريت، حتى يتمكنوا من التعايش مع هذه الحالة بشكل أفضل.

8. نصائح لأصدقاء وعائلات المصابين بمتلازمة توريت

عندما يكون شخص ما في حياتك مصابًا بمتلازمة توريت، من المهم أن تتعلم كيفية التعامل معهم بطريقة صحيحة. يجب أن تتذكر دائمًا أن التشنجات اللاإرادية التي يعاني منها المصابون بمتلازمة توريت لا تكون نتيجة لسوء قصد، ولا يحتاجون إلى أي شكل من أشكال التهكم أو التنمر. عوضًا عن ذلك، يجب تشجيعهم ومنحهم الدعم الكافي لمواجهة تلك الصعوبات. يمكن أيضًا مشاركة هذه النصائح مع الأصدقاء والعائلات الأخرى لضمان تعاطفهم وفهمهم لما يعانيه المرضى. قد تساعد على إراحة المصابين بمتلازمة توريت عندما يشعرون بالتوتر أو القلق. ويجب أيضًا مساعدتهم على التغلب على تأثير المتلازمة التي قد تؤثر على حياتهم الشخصية و الاجتماعية. في النهاية، يجب العمل سويًا كمجموعة داعمة تقدم الدعم والمساندة للمصابين بمتلازمة توريت.

9. الأبحاث الحالية حول متلازمة توريت

تشهد الأبحاث الحالية حول متلازمة توريت تقدماً ملحوظاً في فهم السبب والعلاج لهذا الاضطراب العصبي. تُظهِر الدراسات التي أجريت حول المرض تشوهات في الدماغ تصيب المصابين به، وتحديداً في العقد القاعدية والفص الجبهي والقشرة، مما يشير إلى تحركات عصبية غير إرادية. كما تركز الدراسات على خلل الناقلات العصبية المسؤولة عن حركات العضلات، والتي يمكن أن تسهم في التحكم بالأعراض الخاصة بهذا المرض. ومن أهم أبحاث متلازمة توريت التي يجريها العلماء حالياً، هو البحث عن علاج جديد يعالج هذا الاضطراب العصبي ويسهم في تحسين جودة حياة المصابين به. وعليه، تجدر الإشارة إلى أن دعم الأشخاص المصابين بهذا المرض والتوعية حوله له دور كبير في تحقيق النجاح في الأبحاث الحالية حول متلازمة توريت.

10. أهمية دعم الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت.

يعاني الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت من مجموعة من الأعراض المزعجة والتي تؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية. لذلك، من المهم أن يتلقوا الدعم اللازم لمواجهة هذه الحالة. يمكن للأسرة والأصدقاء والمحبين الذين يتواجدون بجانب المصاب، توفير الدعم العاطفي والنفسي لهم، مما يُمكِنهم من الشعور بالراحة والاطمئنان وتحسين نوعية حياتهم. وكذلك، يُمكِن توفير الدعم الإلكتروني عن طريق المنتديات والمجموعات الداعمة، حيث يمكن للمصابين التحدث مع أشخاص آخرين يعانون من نفس المشكلة، وتبادل النصائح والمعلومات الهامة. لا شك أن هذا المجهود المشترك يساعد في تحسين جودة حياة المصابين بمتلازمة توريت وجعلهم يشعرون بالانتماء والتفاؤل.