الشعاب المرجانية هي هياكل تتكون من كائنات حية موجودة في المياه الضحلة في المناطق المدارية التي تقل بها نسبة الغذاء أو تنعدم تمامًا. كثرة الغذاء بالماء في مناطق مثل مصبات مصارف الري بالمناطق الزراعية تضر الشعاب المرجانية وذلك نتيجة لتكون الطحالب عليها..
وتتركز بشكل كبير في المياه الاستوائية والمدارية في المحيطين الهندي والهادي والبحر الأحمر والخليج العربي وحول خليج المكسيك وجزر الهند الغربية، وتتكاثر في المياه الضحلة التي لا تزيد أعماقها عن 50م، حيث توجد المياه الصافية، والإضاءة الكافية، واعتدال ملوحة المياه، وقلة التغيير في درجات الحرارة. ويلاحظ تركز أكبر مناطق المرجان وأعظمها في العالم قبالة ساحل أستراليا حيث الحاجز المرجاني العظيم، وكذلك قبالة سواحل جزر المالديف، وقبالة ساحل أفريقيا الشرقي وسواحل بحر العرب والبحر الأحمر والخليج العربي.
تبلغ مساحة المرجان في العالم 660 ألف كم²، أي ما يعادل 0.2% من مساحة المحيطات والبحار، وتنمو الشعاب المرجانية ببطء شديد، وبمعدل يتراوح بين 0,2-0,7 سم في السنة، ويستمر نمو المرجان لمئات السنين.
اكتشف علماء البحار أكبر شعاب مرجانية معروفة في أعماق البحار ورسموا خرائط لها وذلك على مساحة تصل إلى 6.4 مليوم فدان، وهو نظام بيئي مخفي بحجم ولاية فيرمونت تقريبًا يمتلىء بأنواع جديدة، حيث كشف الباحثون أن هذا الاكتشاف كان نتاجًا لـ 23 عملية غوص و31 مسحًا لرسم خرائط السونار متعدد الحزم، كل ذلك عند رسم هضبة بليك العميقة في المحيط الأطلسي.
ووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، يمتد النظام البيئي المرجاني في أعماق البحار أو المياه الباردة في الهضبة لمسافة 311 ميلًا تقريبًا من ميامي بفلوريدا إلى تشارلستون بساوث كارولينا، ويصل عرضها من الشرق إلى الغرب إلى 68 ميلاً في بعض المناطق.
وقال الباحثون إنه “على عتبة الساحل الأمريكي مباشرة، من المتوقع أن تؤوي هذه الشعاب المرجانية المخفية مجموعة من الكائنات البحرية العميقة التي لم يعرفها العلم بعد”.
وقال الباحث الرئيسي للدراسة الجديدة، عالم المحيطات ديريك سويرز، “كنا نعلم أنه سيكون هناك العديد من التلال المرجانية التي يجب رسم خريطة لها هنا”.
ولكن في حين كان علماء الأحياء البحرية يدركون، منذ ستينيات القرن الماضي على الأقل، أن الأعماق السوداء في هضبة بليك يمكن أن تكون موطنًا للشعاب المرجانية في أعماق البحار، إلا أن سويرز وفريقه لم يحصلوا على التمويل والأجهزة اللازمة لذلك إلا مؤخرًا لمسح أعماق المحيطات بشكل صحيح.
ويتوقع هو وفريقه أنه قد يكون هناك عدد أكبر من الشعاب المرجانية في أعماق البحار مختبئة على طول مسارات التيارات المحيطية المماثلة في أماكن أخرى حول العالم.
ويبلغ الامتداد الكامل لهذه الشبكة المرجانية حوالي 6.4 مليون فدان، أي أكبر بمئات الآلاف من الأفدنة من ولاية فيرمونت، التي تبلغ حوالي 6.1 مليون فدان، وفقًا لخدمة الغابات الأمريكية.
وقالت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) عن البحث الجديد الذي نُشر هذا الشهر في مجلة Geomatics: “توثق الدراسة النطاق الهائل للمقاطعة المرجانية”.
وأضافت الإدارة في بيان لها: “إن النتائج تسلط الضوء أيضًا على كيف تظهر المناطق المختلفة من هضبة بليك اختلافات كبيرة في الكثافة والارتفاع ونمط تكوين التلال المرجانية”.
في حين أن التلال المرجانية العميقة تغطي مساحة تقارب مساحة فلوريدا وبالقرب من ولاية صن شاين، إلا أن ظروفها المحلية تكاد تكون باردة كالثلج.
على الرغم من أنه من المعروف أن الشعاب المرجانية في أعماق البحار هي مضيفات حيوية للنظم البيئية المعقدة، حيث توفر المأوى والغذاء و”موائل الحضانة” للقشريات والأسماك وغيرها من الحياة البحرية، فإن هذه اللافقاريات التي تعيش في الظلام لا تزال غامضة في الغالب.
سبل حماية الشعاب المرجانية
انطلاقًا من الأهمية البالغة للشعب المرجانية على عدّة مجالاتٍ حيوية هامة، ونومها وتكاثرها البطيئين، كان لا بدّ من اتخاذ العديد من الوسائل والطرق الهادفة لحمايتها، خصيصًا ضمن ظروف التغيرات المناخية وتلوث المياه والصيد الجائر للكائنات البحرية، ويقع عاتق حماية الشعب المرجانية على الأفراد والمؤسسات المعنية الكبرى مثل الإدارة الوطنية الأمريكيّة للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، والوكالة الأمريكية لحماية البيئة (EPA)، وغيرها من المؤسسات الحكومية والخاصة الأخرى، وتشمل هذه الإجراءات:
الحفاظ على نظافة الشواطئ ومياه البحر.
بعدم رمي المواد الضارة فيها، انطلاقًا من مستوى الفرد.
تنظيم الحملات المحلية.
التي تهدف إلى تنظيف الشواطئ وتحسينها.
تحسين أسلوب الصيد.
لأنّ ممارسة الصيد حتى المؤقتة منها، قد تؤدي إلى فقدان أنواع أسماك مهمة للنظام البيئي للشعب المرجانية، وأساسها الامتناع عن الصيد بمرحلة تكاثر الأسماك، وإعطاء الفرصة لكل نظام بيئي للتعافي من موسم الصيد.
زيادة مرونة التكيّف مع التغيرات المناخية.
إذ يؤثر المناخ بشكل كبير على النظام البيئي للمستعمرات المرجانية، خاصةً ارتفاع مستويات درجات الحرارة، وتغير معدّل هطول الامطار، حيث تعمل الدراسات الحديثة على تحليل هذه الظواهر، واتخاذ الإجراءات الحيوية والجينية المفيدة التي قد تساعد في حماية الشعاب المرجانية واستمرارها.
تخفيف مصادر التلوث الأرضي.
كإزالة الغابات والمشاريع التنموية على السواحل ومخلفات الزراعة التي تنسكب على المحيطات، تؤدي إلى إعاقة نمو وقتل الشعب المرجانية، وذلك بالضغط على الحكومات وتغيّير مصبّات مياه المجاري ومصبّات المخلفات الصناعية.
إعادة تأهيل مساكن الشعاب المرجانية.
التي ستساعد على نمو المرجان، كاستعمال جذوع الأشجار أو المزارع الاصطناعيّة التي تنمو في المخابر، بالإضافة إلى برامج إكثار الحيوانات التي تساعد على حميات ونمو الشعاب المرجانية.
جمع التبرعات.
ومنحها للمختصين والباحثين في مجالات تطوير المزارع المرجانية وحمياتها.
دعم المؤسسات الناشطة في المجال البيئي.
تلك التي تتعامل مع المؤسسات الحكومية كخفر السواحل ووزارات البيئة.